منتدى الأستاذ : أيمن عرفان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الأستاذ : أيمن عرفان

خطب ودروس مكتوبة في مختلف العلوم الإسلامية للأستاذ : أيمن عرفان.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 في رحاب سورة البروج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 16/10/2016

في رحاب سورة البروج Empty
مُساهمةموضوع: في رحاب سورة البروج   في رحاب سورة البروج Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2016 2:45 pm

سورة البروج
نعيش اليوم في رحاب سورة من سور القرآن الكريم وهي من السور التي أنزلها الله عز وجل ليثبت بها المؤمنين ويقول لهم مهما واجهتم من صعوبات فيكفيكم أنكم في جانب الحق، ويهدد بها الذين يمكرون لدين الله ويبين لهم عز وجل قدرته على الانتقام، هذه السورة هي سورة البروج، يبدأها ربنا تبارك وتعالى بقسم: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ}(1): أقوال أربعة: أحدها: ذات النجوم؛ الثاني: القصور، وهي قصور في السماء فيها الحرس. الثالث: ذات الخلق الحسن. الرابع: ذات المنازل وهي منازل الكواكب والشمس والقمر.
{وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ}(2): أي الموعود به. وهو قسم آخر، وهو يوم القيامة. وعد أهل السماء وأهل الأرض أن يجتمعوا فيه. {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}(3): اختلف فيهما؛ فقال بعض العلماء الشاهد يوم الجمعة، فيوم الجمعة يشهد على كل عامل بما عمل فيه، والمشهود يوم عرفة. وقال البعض: كل يوم شاهد على أهله والمشهود يوم القيامة؛ لقوله تعالى: "ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ" [هود: 103]. وقيل: الشاهد الله تعالى؛ "وكفى بالله شهيدا" [النساء: 79]، وقيل: الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم؛ "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا" [الأحزاب: 45]. وقيل: الأنبياء يشهدون على أممهم. وقيل الشاهد الإنسان "كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" [الإسراء: 14]. وقيل: الشاهد أعضاء الإنسان: "يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [النور: 24]. وقيل: الشاهد: الحفظة، والمشهود: بنو آدم، وقيل الشاهد أمة محمد والمشهود بقية الأمم ، والله أعلم بمراده.
{ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ}(4): قتل أي لُعِنَ وهذا جواب القسم، أي أن الله عز وجل يقسم على أن أصحاب الأخدود ملعونون، . وقيل: جواب القسم "إن الذين فتنوا". وقيل: جواب القسم محذوف، أي والسماء ذات البروج لتبعثن. والأخدود: الشق العظيم المستطيل في الأرض كالخندق، وجمعه أخاديد. وهذا يدعونا للتساؤل: من هم أصحاب الأخدود؟ وما قصتهم؟ ولأي شيء استحقوا اللعن من الله عز وجل؟ القصة كاملة يرويها لنا الإمام مسلم في صحيحه عَنْ صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ، فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ، فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلَامَهُ فَأَعْجَبَهُ، فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فَقَالَ: إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ حَبَسَنِي أَهْلِي وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ حَبَسَنِي السَّاحِرُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتْ النَّاسَ، فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمْ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ، فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ، فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِنْ ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ، وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ، فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ: مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي. فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ. فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ، فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ قَالَ: رَبِّي. قَالَ: وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَ: رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ. فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ، فَجِيءَ بِالْغُلَامِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَيْ بُنَيَّ، قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ. فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ، فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ. ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ، فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى، فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ. ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ، فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى، فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ. فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَرَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ. فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ [نوع من السفن] فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ. فَذَهَبُوا بِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَانْكَفَأَتْ بِهِمْ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ. فَقَالَ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ، ثُمَّ ارْمِنِي فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي. فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ. فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ. فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ. فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ، وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ، وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا أَوْ قِيلَ لَهُ اقْتَحِمْ، فَفَعَلُوا، حَتَّى جَاءَتْ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، فَقَالَ لَهَا الْغُلَامُ: يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ).
{النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ}(5): و"الوقود" هو الحطب، وقيل: ذات الوقود بأبدان الناس.
{إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ}(6): أي الذين خددوا الأخاديد وقعدوا عليها يلقون فيها المؤمنين، وكانوا بنجران في الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم.
{وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ}(7): "شهود" أي حضور، أي لعنوا في ذلك الوقت.
{وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}(Cool: ونَقَم الأَمْرَ كَرِهَه أي ما نقم الملك وأصحابه من الذين حرقهم. "إلا أن يؤمنوا" أي إلا أن يصدقوا. "بالله العزيز" أي الغالب المنيع. "الحميد" أي المحمود في كل حال.
{الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}(9): أي عالم بأعمال خلقه لا تخفي عليه خافية.
{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}(10): "إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات" أي حرقوهم بالنار. "ثم لم يتوبوا" أي من قبيح صنيعهم مع ما أظهره الله لهذا الملك الجبار الظالم وقومه من الآيات والبينات على يد الغلام. "فلهم عذاب جهنم" لكفرهم. "ولهم عذاب الحريق" قيل في الدنيا لإحراقهم المؤمنين بالنار وأن الله عز وجل أخرج النار من الخندق فأحرقت الظلمة. وقيل: "ولهم عذاب الحريق" أي ولهم في الآخرة عذاب زائد على عذاب كفرهم بما أحرقوا المؤمنين. ويحتمل أن يكون الكلام عاماً في كل من أذى المؤمنين ليفتنوهم عن دينهم ويردوهم عنه بأي أنواع الفتنة والتعذيب. وقال البعض أن حمله على العموم أولى، ليشمل كفار قريش بالوعيد والتهديد، وتوجيههم إلى التوبة مما أوقعوه ببعض المؤمنين، كعمار وبلال وصهيب وغيرهم.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ}(11): "إن الذين آمنوا" أي هؤلاء الذين كانوا آمنوا بالله؛ أي صدقوا به وبرسله. "وعملوا الصالحات لهم جنات" أي بساتين. "تجري من تحتها الأنهار" من ماء غير آسن، ومن لبن لم يتغير طعمه، ومن خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى. "ذلك الفوز الكبير" أي العظيم، الذي لا فوز يشبهه.
{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}(12): أي أخذه الجبابرة والظلمة، وقيل "إن بطش ربك" جواب القسم.
{إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ}(13): يعني الخلق يخلقهم ابتداء، ثم يعيدهم عند البعث، وقال ابن عباس: يبدئ لهم عذاب الحريق في الدنيا، ثم يعيده عليهم الآخرة.
{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}(14): "وهو الغفور" أي الستور لذنوب عباده المؤمنين لا يفضحهم بها. "الودود" أي المحب لأوليائه. وقيل الودود المتودد إلى أوليائه بالمغفرة، وقيل:الودود المودود، أي يوده عباده الصالحون.
{ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}(15): {ذو العرش} خالقه ومالكه {المجيد} المستحقُّ لكمال صفات العلوِّ والمدح.
{فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}(16): لا يعجزه شيء، سبحانه لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه.
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ}(17): أي قد أتاك يا محمد خبر الجموع الكافرة المكذبة لأنبيائهم؛ يؤنسه بذلك ويسليه. ثم بينهم فقال: {فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ}(18): والمعنى: إنك قد عرفت ما فعل الله بهم حين كذبوا أبياءه ورسله.
{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ}(19):أي من هؤلاء الذين لا يؤمنون بك."في تكذيب"لك؛ كدأب من قبلهم. وإنما خص فرعون وثمود؛ لأن ثمود في بلاد العرب وقصتهم عندهم مشهورة وإن كانوا من المتقدمين، وأمر فرعون كان مشهورا عند أهل الكتاب وغيرهم، وكان من المتأخرين في الهلاك؛ فدل بهما على أمثالهما في الهلاك. والله أعلم.
{وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ}(20): أي يقدر على أن ينزل بهم ما أنزل بفرعون. والمحاط به كالمحصور. وقيل: أي والله عالم بهم فهو يجازيهم.
{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ}(21): أي متناه في الشرف والكرم والبركة، وهو بيان ما بالناس الحاجة إليه من أحكام الدين والدنيا، لا كما زعم المشركون. وقيل "مجيد": أي غير مخلوق.
{فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ}(22): أي مكتوب في لوح. وهو محفوظ عند الله تعالى من وصول الشياطين إليه. وقيل: هو أم الكتاب؛ ومنه انتسخ القرآن والكتب.
ومن هنا نجد أن السورة قد احتوت على ثلاثة أهداف أساسية: الأول: التثبيت للمؤمنين وبيان أن كل ما يحدث لهم من إيذاء في سبيل تمسكهم بدينهم فإن الله يعلمه ويجازيهم عليه. الثاني: التهديد للكفار والمنافقين الذين يمكرون للدين وبيان قدرة الله عز وجل على عقابهم. الثالث: بيان فضل القرآن وأنه محفوظ من عند الله عن أن تمتد إليه يد آثمة لتغير فيه وتحرف، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر 9].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3erfan.rigala.net
 
في رحاب سورة البروج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأستاذ : أيمن عرفان :: القرآن والسنة-
انتقل الى: