منتدى الأستاذ : أيمن عرفان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الأستاذ : أيمن عرفان

خطب ودروس مكتوبة في مختلف العلوم الإسلامية للأستاذ : أيمن عرفان.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 في رحاب البسملة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 16/10/2016

في رحاب البسملة Empty
مُساهمةموضوع: في رحاب البسملة   في رحاب البسملة Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2016 2:37 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
أعيش معكم اليوم في رحاب آية من كتاب الله، هي تلك الآية التي نفتتح بها قراءتنا للقرآن الكريم، بل ونفتتح بها قراءة السور، ألا وهي البسملة، قول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم، هي آية من القرآن باتفاق العلماء في سورة النمل في قول الله عز وجل: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل30]. أما في بدايات السور فالعلماء على آراء ثلاثة، منهم من قال أنها آية من كل سورة عدا سورة التوبة وهو قول عبد الله بن المبارك، ومنهم من قال أنها ليست آية إلا في سورة النمل وهو قول مالك، ومنهم من قال أنها آية في بداية الفاتحة وليست آية في بقية السور وهو قول الشافعي، كذلك اختلف العلماء على حكم قراءتها والجهر بها في الصلاة، فمنهم من قال أنها لا تقرأ في الصلاة أصلا، ومنهم من قال أنها تقال سرا قبل الحمد لله رب العالمين، ومنهم من يجهر بها، ولكل منهم دليله وحجته والأمر في ذلك فيه السعة والله أعلم.
أما عن معناها، فمن العلماء من قال أن "بسم الله الرحمن الرحيم" قسم من ربنا أنزله عند رأس كل سورة، يقسم لعباده إن هذا الذي وضعت لكم يا عبادي في هذه السورة حق، . وقال بعضهم: معنى قوله "بسم الله" يعني بدأت بعون الله وتوفيقه وبركته؛ وهذا تعليم من الله تعالى عباده، ليذكروا اسمه عند افتتاح القراءة وغيرها، حتى يكون الافتتاح ببركة الله جل وعز. والمتأمل في ذلك يجد أمورا عجيبة، فالقرآن أول ما نزل نزل باسم الله، فجبريل حينما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، لم يقل له اقرأ فقط، بل قال له: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق1]. فببشرية النبي أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ولكن بسم الله وبقدرة الله، قرأ النبي على الناس ما تعجز البشرية كلها عن إدراك علومه، وبسم الله وبقدرة الله أصبح هذا الرجل الأمي معلما للبشرية كلها. هذا المعنى الذي ينبغي أن يستحضره كل مسلم حينما يهم لفعل أمر من الأمور، الفلاح الذي يزرع، هل هو ببشريته وقدرته الذي أوجد وخلق الأرض؟ هل هو الذي أوجد البذرة؟ هل هو الذي أنزل الماء من السماء أو استخرجه من باطن الأرض؟ هل يستطيع أن يخرج من البذرة نباتا أخضر؟ هل بقدرته يخرج من هذا النبات ثمار؟ كل ذلك بقدرة الله، فإذا أردت أن تزرع فازرع بسم الله، أنت قد تربي في بيتك أو في حقلك بقرة ضخمة، أو جملا عظيما، وهذه البقرة وهذا الجمل قد يأتي طفل صغير فيسحبه ويذهب به هنا وهناك، هل يستطيع نفس الطفل أن يفعل نفس الشيء مع ثعبان مثلا أو عقرب أو حتى فأر مع صغر حجمه، بالطبع لا، لماذا؟ لأن الله سخر لك البقرة والجمل على الرغم من ضخامتهما ولم يسخر لك الثعبان والعقرب على الرغم من صغرهما، إذا أن حين تربي هذه البهائم تربيها بسم الله وبقدرته.
ولذلك عود نفسك على أن تبدأ كل شيء بسم الله، فأنت حين تفعل ذلك فكأنك تجعل الله عز في جانبك يعينك ويمدك بالقوة والمساعدة، إذ أن كل شيء بقدرة الله عز وجل، من هنا جاءت الأحاديث النبوية تحثنا على ذلك، إذا أردت أن تذبح ذبيحة فاذبحها بسم الله، روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ جُنْدَبٍ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ خَطَبَ ثُمَّ ذَبَحَ فَقَالَ: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ أُخْرَى مَكَانَهَا وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ). وقال تعالى: {فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ} [الأنعام118]. وقال تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} [الأنعام121]. وإذا أردت أن تركب السفينة فاركبها بسم الله، قال تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [هود41]. وإذا تعثرت بك الدابة فقل بسم الله، روى أبو داود بإسناد صحيح عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ: (لَا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ وَيَقُولُ بِقُوَّتِي. وَلَكِنْ قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ). إذا أردت أن تأكل فكل بسم الله، روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ قال: كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ. إذا آلمك شيء من جسدك فاذكر عليه اسم الله، روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ ، أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ ، وَقُلْ بِاسْمِ اللهِ ثَلاَثًا ، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ). إذا أردت أن تمنع عنك عيون الجن إذا دخلت الخلاء فقل بسم الله، روى ابن ماجه بإسناد صحيح عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سِتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ). بل أنك إذا أردت أن تجامع زوجتك فقل بسم الله، روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ: « أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ وَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا . فَرُزِقَا وَلَدًا ، لَمْ يَضُرُّهُ الشَّيْطَانُ » . وإذا أردت أن تحفظ متاعك وطعامك وشرابك من الشيطان فقل بسم الله، روى أبو داود بإسناد صحيح عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، وَأَطْفِ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ عَلَيْهِ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ). وهكذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نبدأ كل عمل لنا بسم الله الرحمن الرحيم. وهنا نلاحظ معنيان: المعنى الأول: أن غير المؤمن يبدأ أفعاله دون أن يذكر اسم الله ومع ذلك قد تنجز أعماله، فما الفارق بيني وبينه، اعلم أن الله عز وجل رب الجميع، المؤمن والكافر، وعطاء الله من أسباب الدنيا للجميع، ولذلك يعطي الله الكافر من أسباب الدنيا وهو لا يذكره، أما المؤمن حين يذكر اسم الله فإن الله عز وجل يزيده على عطاء الكافر أمران، البركة في الدنيا، والثواب في الآخرة. المعنى الثاني الذي يستوقفنا: أنك حينما تعود نفسك على بداية كل شيء بسم الله فإن ذلك سيحول بينك وبين الوقوع في المعصية، لأنه من غير المعقول أن تبدأ معصية لله باسم الله، هل ستمد يدك لتسرق وأنت تقول بسم الله، هل ستقدم على الزنا وأنت تقول بسم الله، فستكون بسم الله تذكيرا لك بالله يمنعك من معصيته.
ثم يستوقفنا في البسملة أنها جاءت بسم الله، ولم تأت بسم الغفور مثلا أو بسم الشكور، جاءت بلفظ الجلالة الله دون غيره من أسماء الله الحسنى، فالله اسم للموجود الحق الجامع لصفات الإلهية، المنعوت بنعوت الربوبية، المنفرد بالوجود الحقيقي، لا إله إلا هو سبحانه. فكل اسم من أسماء الله له صفة تميزه، القدير من القدرة، القوي من القوة، ولكن الأفعال تحتاج إلى أكثر من صفة في نفس الوقت، فمثلا أنت تحتاج إلى أن يرزقك الله بالمال بقدرته، فبدلا من أن تبحث عن الأسماء التي تحتوي الصفات التي تحتاج إليها وتقول باسم الغني الرزاق القدير، جعل الله عز وجل اسمه تعالى "الله" جامع لكل هذه الصفات، فيكفيك أن تقول بسم الله.
ثم يأتي بعد لفظ الجلالة اسمان من أسماء الله عز وجل مشتقان من الرحمة، كلمة راحم تعني أن فيه رحمة، ورحمن ورحيم صيغة مبالغة أنه عظيم الرحمة، ولكن هناك فارق بين الاسمين، فاسم الرحمن لا يسمى ولا يوصف به أحد إلا الله تبارك وتعالى فالرحمن هو الله، أما الرحيم فقد يوصف به غير الله، فالله عز وجل وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه رحيم فقال: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة128]. أما من حيث المعنى فاسمه تعالى الرحمن أعم من اسمه تعالى الرحيم، ولذلك قال العلماء: "الرحمن" خاص الاسم عام الفعل. و"الرحيم" عام الاسم خاص الفعل. "الرحمن" اسم عام في جميع أنواع الرحمة لجميع المخلوقات بما في ذلك المؤمن والكافر، فالله عز وجل هو الرحمن ومن رحمته أنه أنعم على عباده بالسمع والبصر والحواس مؤمنهم وكافرهم، وهو الرحمن ومن رحمته أنه يرزق كل الخلائق مؤمنهم وكافرهم، أما اسمه تعالى الرحيم فإنما هو في وجهة المؤمنين كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب43]. "والرحيم" بالمؤمنين في الهداية لهم، واللطف بهم. والرحيم بهم يوم القيامة فيغفر لهم ويدخلهم الجنة.
ربنا تبارك وتعالى هو الرحمن الرحيم، وشاءت حكمة الله عز وجل أنك كلما هممت بقراءة سورة من القرآن تتذكر رحمة الله عز وجل، روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِى كِتَابِهِ ، فَهْوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِى غَلَبَتْ غَضَبِى». وروى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا ، وَأَنْزَلَ فِى الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا ، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ ، حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ » .
ربنا تبارك وتعالى الرحمن الرحيم امتدح خلق الرحمة وحث عليه، فوجدنا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم هو الرحمة، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء107]. فتعلمنا منه الرحمة، وعرفنا أننا حينما نرحم خلق الله فإننا نستجلب بذلك رحمة الله، روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه – قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِىُّ جَالِسًا. فَقَالَ الأَقْرَعُ: إِنَّ لِى عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ: «مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ». وروى الترمذي بإسناد صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ). بل أن نبي الله علمنا الرحمة حتى بالحيوانات، إذا رأيت قطة جائعة فرحمتها وأطعمتها كان لك أجر، وإذا كان لك حمار فخففت عنه الحمل ولم تحله ما لا يطيق كان لك أجر، روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِى كَانَ بَلَغَ مِنِّى ، فَنَزَلَ الْبِئْرَ ، فَمَلأَ خُفَّهُ مَاءً ، فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِى الْبَهَائِمِ لأَجْرًا فَقَالَ « فِى كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ » .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3erfan.rigala.net
 
في رحاب البسملة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في رحاب الحمد لله
» في رحاب سورة البروج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأستاذ : أيمن عرفان :: القرآن والسنة-
انتقل الى: